أصدرت منظمة العالم الإسلامي للتّربية والعلوم والثّقافة بمقرّها في المغرب كتابًا جديدًا للأستاذ الدّكتور داود عبد القادر إيليغا، عضو هيئة التّدريس بكلية اللّغات في جامعة المدينة العالمية بماليزيا؛ وذلك بالشّراكة مع الأستاذ الدّكتور عبد النّاصر عثمان صبير، عضو هيئة التّدريس بمعهد تعليم اللّغة العربية بجامعة أمّ القرى بمكّة المكرّمة في المملكة العربية السّعودية بعنوان:” نحو إطار مرجعي موحّد لتعليم اللغة العربية وتعلّمها لغير النّاطقين بها ” تحت إشراف مركز الإسسيكو للّغة العربية للنّاطقين بغيرها؛ وذلك ضمن سلسلة الدّراسات التّخصصية في مجال تعليم اللّغة العربية للنّاطقين بغيرها، وهدفت هذه الدّراسة إلى وضع تصوّر عام لإطار مرجعي عربي موحّد في تعليم اللغة العربية وتعلّمها وتقييمها بوصفها لغة ثانية؛ وتمّت معالجة الموضوع في مقدّمة وستّة فصول وخاتمة. وكانت تجربة جامعة المدينة العالمية في الاختبار المقنّن لقياس كفاءات متعلّمي اللّغة العربية لغير النّاطقين من التّجارب العالمية الّتي تمّ عرضها في هذا الكتاب؛ حيث وقف الباحثان على الاختبارات اللّغوية الّتي يشرف عليها مركز اللّغات بالجامعة من اختبارها لتحديد المستوى اللّغوي في اللّغة العربية(MAPT) ، واختبارها لتحديد المستوى اللغوي في اللّغة الإنجليزية (MEPT) للطلبة المتقدّمين الجدد من أجل الالتحاق بكليات الجامعة المختلفة؛ كما أشارا إلى ما توظّفها الجامعة في تنفيذ إجرائها من التّقنيات الحديثة؛ وما تقيسه هذه الاختبارات الإلكترونية من عناصر اللّغة الثلاثة: أصوات ومفردات وتراكيب، ومهاراتها الأربع: استماع، وتحدّث، وقراءة، وكتابة؛ ثمّ تطرقا إلى بنك الأسئلة بالجامعة الّذي يتمّ توليد منه نماذج مختلفة للأسئلة إلكترونيًا؛ وهو النّظام الّذي يسعى إلى تحقيق الجودة في عملية الاختبارات وتحقيق تكافئ الفرص بين الطّلاب في الأسئلة واتصافها بالموضوعية وبعيداً عن العوامل الذّاتية.
وفي مطلع هذا الكتاب ذكر رئيس مركز الإيسسكو للّغة العربية للنّاطقين بغيرها البروفيسور مجدي حاج إبراهيم أنّ الكتاب ” الذي نحن بصدده هاهنا ” إطار مرجعي موحد لتعليم اللغة العربية وتعلمها لغير الناطقين بها “، للباحثين: أ. م. عبدالناصر عثمان صبير، و أ.د. داود عبدالقادر إيليغا، يسعى إلى وضع تصوّر عام لإطار مرجعي موحّد لتعليم اللّغة العربية وتعلّمها وتقييمها لغير النّاطقين بها بُغية َ تحقيق الأهداف الفرعية التي تكمن في دراسة بعض تجارب أطر اللّغات العالمية، والتأكّد من قابلية تطبيق التّجارب الأجنبية على تعليم اللّغة العربية وتعلّمها وتقييمها لغير النّاطقين بها، ودراسة تجارب تعليم اللّغة العربية لغير النّاطقين بها من خلال الإطار الأوروبي للّغات، وتحديد الخصائص الّتي تميز اللّغة العربية عن غيرها من اللّغات الإلصاقية، واقتراح المستويات الدّ راسية المناسبة لتعليم اللّغة العربية لغير الناطقين بها، وتوزيع الكفايات اللّغوية المطلوبة على المستويات الدّراسية، إضافة إلى تحديد أساليب القياس”؛ وشكر الأستاذ الدكتور مجدي خلال حديثه معالي المدير العام للإيسيسكو الدّكتور سالم بن محمد المالك،، الذي أولى المركز عنايته الخاصّة من خلال متابعته الشخصية لأنشطة المركز وبرامجه؛ ثمّ قال ” كما لا يفوتني أن أحتفي بمؤلّفَي هذا الكتاب، وأحتفي أيضا وأُشيد بالمجهود العلمي البارز لجميع الباحثين الّذين أثروا هذه السّلسلة بأعمالهم المتميزة، وأتطلع إلى مزيد من الأعمال العلمية الّتي تتناول مجال اللّغة العربية للنّاطقين بغيرها في المستقبل القريب، وآمل أن تتكامل الجهود العلمية مع الجهود التّنفيذية لمدّ جسور التّعاون والتّكامل بين المؤسّسات ذات الأهداف المشتركة”.
وهنأ عميد كلية اللّغات ومدير مركز اللّغات الأستاذ الدّكتور عبد الواسع نصر الدّين إسحاق كلاًّ من المؤلفَين على هذا الإنجاز العلمي القيّم؛ داعيا الله تعالى لهما المزيد من التّوفيق؛ كما شكر المؤلفان منظمة العالم الإسلامي للتّربية والعلوم والثّقافة وعلى رأسها معالي المدير العام الدّكتور سالم محمّد المالك، ومدير مركز الإيسيسكو الأستاذ الدكتور مجدي إبراهيم على إتاحة لهما هذه الفرصة القيّمة للإسهام في تأليف هذه السّلسلة العلمية في الدّراسات التّخصصية في مجال تعليم اللغة العربية للنّاطقين بغيرها مع كوكبة من العلماء والباحثين المتخصّصين في المجال من دول مختلفة في العالم؛ ثمّ قدّم الأستاذ الدكتور إيليغا شكره الخاصّ لإدارة جامعة المدينة العالمية الّتي على رأسها معالي مديرها التّنفيذي الدّكتور عبد الله بن سعد العريفي ووكيليه من توظيف التّقنيات الحديثة في أنظمتها التّعليمية والإدارية والمالية والبحثية وغير ذلك؛ واهتمام إدارته بتعليم ونشر لغة القرآن الكريم للماليزيين وغيرهم، وتوفير البيئة العربية المناسبة لهم في تعلّم اللغة العربية ومهاراتها المختلفة، والاهتمام بتوفير برامج أكاديمية معتمدة لدى هيئة الاعتماد الماليزية في اللّغة العربية بمركز اللّغات من برامج تعليم اللّغة العربية ومهاراتها للنّاطقين بغيرها، وبرامج أكاديمية في اللّغة العربية بكلية اللّغات بمجالاتها ومستوياتها المختلفة من برنامج اللّغة العربية وآدابها في بكالريوس وبرامج اللّغة العربية والأدب العربي والنّقد الأدبي في الماجستير والدّكتوراه بنظامي التّعليم المباشر والتّعليم عن بعد الّتي يقوم بتدريس موادها والإشراف على بحوثها أساتذة وخبراء متخصّصون من دول مختلفة؛ داعين الله تعالى للجامعة المزيد من التقدّم والازدهار.