اختتمت مساء يوم الجمعة الموافق 17 نوفمبر2017م فعاليات المؤتمر التربوي الدولي الأول للدراسات التربوية والنفسية 2017 تحت عنوان “الدراسات التربوية والنفسية في ضوء التحديات المعاصرة: نحو رؤية عصرية لواقع التحديات التربوية والنفسية” الذي انطلقت فعالياته يوم الخميس الموافق 16 نوفمبر2017م واستمر لمدة يومين في مكتبة شاه علم الوطنية (PPAS) بولاية سيلانجور، ماليزيا بمشاركة ما يقارب مئة من الأكاديميين والباحثين وبحضور راعي المؤتمر المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية ماليزيا الأستاذ الدكتور عصماوي بن زين، ووكلاء المدير التنفيذي للجامعة ورئيس المؤتمر عميد كلية التربية بالجامعة الأستاذ المشارك الدكتور أيمن عايد ممدوح، وأعضاء لجان المؤتمر.
وتناول – المؤتمر التربوي الدولي الأول للدراسات التربوية والنفسية -الذي تم تنظيمه من قبل كلية التربية بجامعة المدينة العالمية، موضوع الدراسات التربوية والنفسية في ضوء التحديات المعاصرة، حيث استهدف كافة الباحثين والطّلاب في مجال الدراسات التربوية المعاصرة من كافة المؤسسات التعليمية والجامعات، والجمعيات الثقافية من داخل وخارج ماليزيا. وقد بلغ مجمل الأوراق العلمية التي تم عرض ملخصاتها على كتاب المؤتمر (120) فيما بلغ مجمل الأوراق العلمية التي تم عرضها كاملةً في المؤتمر (100) ورقة.
وانطلقت فعاليات المؤتمر لتشمل فروعاً مختلفة من التربوية والنفسية، وقد تم طرح أوراق علمية متميزة خلال هذه الجلسات؛ حيث شكلت إضافة قوية للباحثين والطلبة الحاضرين، وذلك من خلال تغطيتها لأهم الجوانب العلمية والبحثية، ومن حيث قيمتها المعرفية العالية، قد أشاد الحضور بالإثراء العلمي الذي قدمته الأوراق العلمية المطروحة.
وتناولت جلسات الافتتاح الورقة الرئيسة الأولى للأستاذ الدكتور داود عبد الملك يحيى الحدابي، مدير التشبيك الدولي والمنح، ومدير الهيئة الإسلامية للجودة والاعتماد، في الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، وعنوان الورقة: الاتجاهات العالمية في التربية” التحديات والفرص”. أما الورقة الرئيسة الثانية قدمتها الأستاذ المساعد الدكتورة مديحة خالد رئيس قسم المناهج وطرق التدريس كلية التربية، الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا، بعنوان: اتجاهات عالمية معاصرة في التصميم التدريسي.
وأتى تنظيم المؤتمر-والذي استمر لمدة يومين –في سبيل خلق فرصة لقاء علمي وحوار بنّاء أمام الباحثين والمفكرين وطلاب العلم لدراسة عدد من أهم القضايا المعاصرة في حقل الدراسات التربوية والنفسية، وكذلك لتشخيص الحالات التربوية والنفسية وتحليلها وتقديم المقترحات المناسبة والحلول الممكنة من أجل تحقيق الهدف العام للتربية وهو تحيق النضج الكامل للفرد في كافة الأصعدة.
ويهدف هذا المؤتمر -والذي تضمن أبحاثاً باللغات العربية والإنجليزية -إلى:
- الوقوف على واقع الدراسات التربوية والنفسية المعاصرة، أبرز التحديات التي تواجه منظومة العمل التربوي.
- تقصي اَثار التغيرات المعاصرة على ميدان العمل التربوي؛ والإفادة من الاتجاهات العالمية المعاصرة وتطبيقاتها التربوية في العملية التعليمية.
- صياغة رؤى ومداخل فاعلة في عملية الإصلاح والتجديد التربوي، والإسهام في تطوير مجال الدراسات التربوية والنفسية في ضوء التحديات المعاصرة.
- تبادل الخبرات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الدراسات التربوية والنفسية المعاصرة.
ومن محاور المؤتمر:
أولاً: الدراسات التربوية
- أصول التربية والإدارة التربوية
- المناهج وطرق التدريس.
- تقنيات التعليم.
ثانياً: الدراسات النفسية
- النظريات والاتجاهات الفكرية المعاصرة في علم النفس وتطبيقاتها التربوية.
- قياس وتقويم مخرجات التعلم المعرفية والمهارية والوجدانية.
- اتجاهات حديثة في تنمية الإبداع والابتكار ورعاية الموهوبين.
- الرؤى المعاصرة في دراسات ذوي الاحتياجات الخاصة.
- الخدمات الإرشادية والنفسية للمتعلم.
- الدافعية والاتجاهات والميول وآثارها في التعليم والتعلم.
- الصحة النفسية وعلاقتها بالمجالات التربوية والتعليمية.
- قياس وتقويم سمات شخصية المتعلم.
- نظرية الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها التربوية.
وفي نهاية الجلسات طرح نقاش مفتوح ومداخلات لمناقشة الأوراق العلمية شارك بها عدد كبير من حضور الجلسة من المنتمين لمختلف الجهات التعليمية الأكاديمية، فضلاً عن أعضاء هيئة التدريس بالجامعة والمهتمين بقضايا الدراسات الإسلامية من الباحثين المشاركين بفعاليات المؤتمر.
هذا وقد حقق المؤتمر نجاحاً باهراً ظهر أبهى أشكاله في التفاعل العلمي المثمر والتواصل البنّاء بين الحضور والباحثين الذي كان السمة الأبرز خلال المؤتمر، واكتمل عقد النجاح بالحضور الكبير غير المسبوق الذي أوحى للناظرين بأن قاعات المؤتمر أضحت خلية عمل تصدر الإبداع في ميادين العلم والمعرفة، ولم يكتفِ الحضور من غير المشاركين في الأوراق العلمية بالمشاهدة؛ بل توّجوا حضورهم الكريم بطرح الأسئلة وتدوين الفوائد المكتسبة من الأوراق العلمية المطروحة والتفاعل المثمر مع أصحاب المشاركات العلمية.
وبدوره قدّم رئيس المؤتمر الأستاذ المشارك الدكتور أيمن عايد خطاب شكر وتقدير لراعي المؤتمر المدير التنفيذي لجامعة المدينة العالمية، الأستاذ الدكتور عصماوي بن زين على رعايته الكريمة، كما شكر جميع الباحثين والمشاركين داخل وخارج ماليزيا، ونقل رسالة تقديره للجهود المبذولة من منظمي المؤتمر وجميع من أسهم حتى خرج المؤتمر بالصورة المطلوبة.
وبعد ذلك قدم ممثل الباحثين والمشاركين في المؤتمر الدكتور محمد القداح-الأستاذ المساعد في الإدارة التربوية بجامعة البلقاء التطبيقية / الأردن -كلمته الختامية والتي أكد فيها على أن المؤتمر ساهم في تحقيق التواصل بين الباحثين في مجال الدراسات التربوية والنفسية وتبادل الخبرات في قضايا البحث العلمي. وفي نهاية الحفل تم تكريم الضيوف في المؤتمر بتسليم شهادات تقدير كما تم تكريم المشاركين واللجان المنظمة تقديراً للجهود التي بذلوها من أجل إقامة هذا المؤتمر.
يُشار إلى أن المؤتمر حقق أهدافه التي أُقيم من أجلها؛ وأمل الحضور أن تحقق هذه الندوة ما نتج عنها من توصيات، والتي لخصها الدكتور محمد فكري فتحي صادق -الأستاذ المساعد في أصول التربية بعمادة السنة التحضيرية في جامعة أم القرى – كما يلي؛
التوصيات العامة:
- الاطلاع على التجارب النوعية العالمية لتبني خطة إجرائية تشمل الأهداف والسياسات التربوية وما ينبثق عنها من رؤي وأفكار تطويرية في مجالات التخطيط التربوي واستراتيجيات التعلم القائمة على التفكير والخصائص القائمة على التفكير والخصائص النمائية للمتعلمين، والتقويم الشمولي للشخصية الإنسانة في حاجاتها وتطلعاتها للوصول إلى ذات مهنية فاعلة.
- التحول نحو النضج الإداري الواعد لدى القيادات التي تقوم عل شؤون التعليم ولاسيما في عمليات المتابعة والمساءلة والحكومة.
- تجذير مفهوم التقويم الذاتي لدى العاملين في المؤسسات التعليمية لتعزيز الثقة بالذات المهنية والسعي إلى تطويرها وصولاً إلى أداءات رفيعة المستوى ونتاجات فاعله تنعكس صورتها بفعالية على حيوية المجتمع.
- تشجيع الجميع بين الأصالة والمعاصرة في الحوث العلمية ، بهدف إعداد جيل مرتبط بتراثه وقادر في الوقت نفسه على التعامل والاستفادة من التغيرات والتطورات العالمية وتوظيفها بما يحقق هدف العملية التعليمية.
- ضرورة الانفتاح على الثقافات الأخرى، بهدف التعامل معها والاستفادة من إيجابياتها على نحو يدعم تطوير مختلف جوانب الثقافة العربية والاسلامية.
إلى جانب توصيات خاصة بكل محور؛ كما يلي:
المحور الأول: الدراسات التربوية:
- أصول التربية والإدارة التربوية:
- تبني المنهج التكاملي في النشطة التعليمية المقدمة في المؤسسات التعليمية ؛ فالمعرف متداخلة وبينها علاقات ارتباطية.
- تبني القيم المنبثقة من الثقافة العربية الاسلامية السمحة وتعزيزها لدى الطلبة في المؤسسات التربوية لمواجهة التحديات المعاصرة والمستقبلية.
- بناء شراكة فاعلة بين مؤسسات المجتمع المتنوعة بما يضمن تطوير العملية التعليمية وتحقيقها الأهداف التربوية المنشودة.
- بناء شراكة بين المؤسسات التربوية والمؤسسات الاعلامية لبناء الهوية الثقافية وتعزيز مبادي الانتماء والولاء واحترام الرأي والرأي الأخر.
- تعزيز دور القائمين على العملية التعليمة والتعلمية في تعزيز المواطنة المسؤولة بما يحقق التنمية المستدامة.
- وضع استراتيجية تحدد مواصفات البيئة التعليمية الفاعلة التي يمكن أن ينجذب إليها المتعلمون ، ويشاركون في عملية التعلم.
- رفع كفاءة القيادات التربوية والثقافية ومستوى وعيها بنظم واستراتيجيات التخطيط الاستراتيجي وثقافة الإدارة المحققة لجودة وتطوير الأداء المؤسسي.
- المناهج وطرق التدريس:
- تطوير المناهج الدراسية في مضمونها وطرائق تدريسها بصورة تكفل مواجهة المتغيرات العالمية في القرن الحادي والعشرين.
- وضع استراتيجية لتطوير المناهج التعليمية وفق المنظور الاستراتيجي المنسجم مع التغيرات العالمية ويخدم في نفسه القضايا المحلية.
- وضع خطة استراتيجية لتطوير البرامج الجامعية لتحديد الرؤية المستقبلية والمسارات السليمة للمخرجات الجامعية.
- ضرورة قيام المؤسسات التربوية لتدريب القائمين على العملية التعليمية على تصميم وتنفيذ وتقويم المناهج وتطويرها بما ينسجم مع المعايير العالمية.
- ضرورة الاهتمام بربط الجانبين النظري والعملي في العلمية التدريسية لضمان حصول عملية التعلم، وبما يتوافق مع المعطيات العالمية في هذا المجال.
- تطوير المناهج التعليمية لمراحل التعليم قبل الجامعي التي تعتبر من بين المقومات الأساسية لنجاح مناهج التعليم العالي.
- تقنيات التعليم:
- ضرورة استخدام الاستخدام الالكتروني كأداة محورية في تخطيط النشاطات التعليمية وتنفيذها وتقويمها.
- ضرورة تشجيع وإعداد وتصميم الوسائل والتقنيات التعليمية بما يخدم العملية التعليمية وتطوير مخرجاتها.
- وضع استراتيجية تضمن تطوير الرامج ومناهج التعليم العالي لخدمة الأهداف المجتمعية المأمولة ومواكبة الجديد في مجالي العلم والتقنيات والاستفادة من التجارب العالمية في هذا المجال.
- العمل على تطبيق نظم الإدارة الإلكترونية للمؤسسات الثقافية والتربوية والإعلامية بما يضمن سرعة وجودة ودقة الأداء المؤسسي وفق تشريعات ملزمة لذلك داخل المؤسسات التربوية المتنوعة.
المحور الثاني: الدراسات النفسية:
- ضرورة تبني المؤسسات التربوية والتعليمية الاستراتيجيات المتنوعة ضماناً لتنمية الابداع والابتكار ورعاية الموهوبين.
- العمل على منح الطلبة الموهوبين والمتميزين فرصه الانتقال إلى مستويات دراسية أعلي تناسب مع قدراتهم العقلية واستعداداتهم (التسريع الدراسي).
- إحداث نوع من التكامل المعرفي بين التخصصات المختلفة الانسانية والتربوية التي تتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة والتي من شأنها تعمل على بناء الشخصية المتكاملة لمعلم التربية الخاصة والتي تهدف لها كليات التربية ، وعلاج عيوب المناهج المنفصلة ؛ لأن الربط بينها يعمل على تلبية ميول المتعلم النفسية ، ويساعده عللا حل مشكلاته التعليمية بشكل يمثل النسق التربوي المأمول.
- ضرورة وضع خريطة بحثية لمواجهة المشكلات النفسية والتربوية والاجتماعية في المجتمع العربي والاسلامي ، وإعطاء دور أكبر للأخصائي النفسي في المؤسسات التعليمية المختلفة.
- تنمية مهارات التكيف والتعامل مع الضغوط والصلابة النفسية المبنية على البراهين والتفكير الإيجابي ودورها جميعا في إعادة البناء لدى الطلبة بمراحل التعليم المختلفة.